Info
AR اللغة AR
Side Menu
هل التعليم عن بعد هو الحل؟
May 13, 2020 0

هل التعليم الإلكتروني عن بعد هو البديل الأمثل في ظل الأزمات؟

بعد الانتشار السريع لفايروس كورونا، أصدرت اليونيسكو تقريرا عن حالة التعليم حول العالم: ليدق ناقوس الخطر بأن ما يقارب ٤٢١.٤ مليون طالب أوقفوا التعلم، حيث أن المدارس قد أغلقت كليا في ٣٩ دولة، وجزئيا في بعض المناطق في ٢٢ دولة، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات التعليمية في الدول لإبقاء عجلة التعليم مستمرة، في ظل الجائحة التي يمر بها العالم، إلا أن توصيات منظمة الصحة العالمية كانت تدفع دوما نحو التباعد الاجتماعي، وإيقاف التجمعات غير الضرورية في كافة المؤسسات، وبذلك كانت الضحية الأكبر هي  المؤسسات التعليمية حول العالم؛ فقد بينت اليونيسكو في تقريرها الصادر مؤخرا أن ١.٣٧ مليار طالب حول العالم قد توقف عن التعليم بسبب الأزمة بعد إغلاق المدارس في ما يقارب ١٣٨ دولة.

نتيجة لذلك انقسمت الآراء إلى قسمين: قسم يحرص على أن يثبت أن عملية التعليم يجب أن تستمر وتتقدم مهما كانت الظروف، وبناء عليه قام مجموعة كبيرة من المعلمين حول العالم بمحاولة إثبات هذه الفكرة، من أجل ضمان استدامة التعليم بالترويج لنظام التعليم عن بعد، ومنهم من يرى أن التعليم النظامي يجب أن يتوقف وعلى المؤسسات أن تجد الآلية السليمة لإنهاء السنة الدراسية دون دراسة بقية المنهج.

والسؤال المطروح هنا:

هل يعتبر التعليم الإلكتروني عن بعد هو البديل الأمثل للتعليم النظامي خصوصا في ظل أزمة جائحة كورونا؟

“التعليم الإلكتروني عن بعد يضمن استدامة التعليم وهو نقلة نوعية في النظام التعليمي”

الموالاة

1. عملية التعليم يجب أن تستمر وأن تمارس بشكل دائم حتى تحقق التنمية للمجتمعات.
تنطلق أهمية استدامة التعليم من جانبين: الجانب الأول هو التكوين الثقافي والمعرفي للمجتمع الذي يكونه التعليم، وتعطيل التعليم في ظل الأزمات -خصوصا الطويلة منها- سيضر بشكل أو بآخر في هذا التكوين، خاصة في المراحل التعليمية الأولى؛ لأن التعطيل سيولد عند المتعلم فجوة زمنية بين ما تعلمه وما سيتعلمه، وهذا يؤثر سلبا في الربط بين المعارف السابقة واللاحقة وتدعيم المهارات المكتسبة، وحتى لا تتراكم المناهج ستضطر المؤسسات التعليمية في الدول إلى الإلغاء أو الدمج مما يعني عدم الحصول على المعرفة الكافية المترابطة في المراحل الدراسية.

ومن جانب آخر فإن مخرجات التعليم هي المعنية بتنمية المجتمع، مما يعني أن أي ضرر قد يمس هذا التكوين الثقافي والمعرفي في مخرجات العملية التعليمية سيؤثر حتما في تنمية المجتمع. وبهذا يتعين علينا أن نضمن استدامة عملية التعليم، حتى في الأزمات من خلال نظام التعليم الإلكتروني عن بعد.

2. تكمن أهمية نظام التعليم الإلكتروني عن بعد في الأثر الذي يحدثه في عملية التعليم.
فالتعليم بهذا النظام سيدفع المناهج لتكون ديناميكية أكثر، ويؤثر باتجاهات الطلاب ليولد لديهم الرغبة والدافع نحو التعلم الذاتي، فالتعليم عن بعد يتحقق من خلال قدرة الطالب على التعامل مع المعارف والمهارات الموجودة على الشبكة العنكبوتية، وينمي عند الطالب شغف البحث والاطلاع لاستخلاص ما يمكن أن يحقق لديه عملية التعلم، وفق المعايير والمتطلبات التي تحددها المؤسسات التعليمية، وبإشراف المعلم المسئول،  على عكس المناهج الجامدة التلقينية في المدارس التي كانت تتصف بها معظم المناهج حول العالم. وبهذا يبدأ الطالب بالسعي نحو المعرفة حتى يكتسبها، ويكون ولي الأمر هو المحفز نحو ذلك، وتبدآ المؤسسات التعليمية بإعادة صياغة المناهج وفق هذه الفكرة وتوفر البيانات والمعارف المناسبة للطالب، فيتولد جيل واع بأهمية التعلم متوجها إليه يساهم في تنمية المجتمع.

“التعليم الإلكتروني عن بعد لن يحقق عملية التعليم للجميع”

المعارضة

1. التعليم الإلكتروني عن بعد لن يتوفر لجميع أطياف المجتمع.
إطلاق أي مشروع أو نظام تعليمي جديد يرتكز على أساسات من أهمها: التهيئة والإمكانات، وعند النظر إلى عملية التهيئة نجد أن الموسسات التعليمية ستواجه مشكلة كبيرة؛ فلو قلنا إنها استطاعت تدريب المعلمين والمعلمات جميعا وتهيئتهم، لكنها ستواجه معاناة كبيرة في نشر الوعي بين أولياء الأمور، وخصوصا من ليست التكنولوجيا ضمن دائرة اهتمامه، أو حتى من يجهل بها ( وهم موجودون وبكثرة في العالم)،  مما سيعرقل عملية التفاعل بالشكل المطلوب، وذلك لعدم قناعة أولياء الأمور ودعمهم للفكرة.

وأما من ناحية الإمكانات فسنجد أن كثيرا من الدول ومنها النامية تفتقد إلى توفر الإمكانات المطلوبة، بل وحتى في بعض الدول الغنية والمتقدمة لا تتوفر الإمكانات عند الجميع، فعندما نعدد الإمكانات المطلوب توافرها للطالب الواحد ونتأمل حال محدودي الدخل أو الأسر الفقيرة نجد أن من الصعوبة توفير كل هذه الإمكانات المادية من جهة، ويصعب توفير البيئة المنزلية المناسبة للتعلم من جهة أخرى، مما يعني أن عملية التعليم عن بعد باستخدام التكنولوجيا لن تكون متاحة للجميع.

2. التعليم الإلكتروني عن بعد لن يخدم جميع التخصصات
قد ينفع التعليم الإلكتروني عن بعد في تعليم المواد النظرية، التي تعتمد على النقاش والحوار أو المشاهدة والملاحظة، والتي تنمي عند الطالب المعارف والاتجاهات وبعض المهارات الشخصية، إلا أن هناك جانب مهم وهو المهارات التطبيقية الحرفية التي ستفتقد في التعليم الإلكتروني عن بعد، خصوصا تلك التخصصات العملية الميدانية، كالحرف اليدوية والهندسة والطب وغيرها من هذه التخصصات التي تعتمد على التطبيق بأدوات حساسة وخطوات دقيقة لا يمكن محاكاتها عن طريق التعليم عن بعد.


بقلم بدر الشطي – سفير مركز مناظرات قطر من الكويت
كلمات مفتاحية:

This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website. | Privacy Policy