العمارة القطرية: من الطين إلى الخرسانة
March 3, 2024 0

جلسة  حوارية “العمارة القطرية: من الطين إلى الخرسانة” نظمها مناظرات قطر خلال منتدى دوحة التصميم

الدوحة – مركز مناظرات قطر

في مشيرب قلب الدوحة وبالتعاون مع دوحة التصميم نظم مركز مناظرات قطر-من إنشاء مؤسسة قطر للتعليم والبحوث وتنمية المجتمع – مساء  الأربعاء 28 فبراير 2024 – جلسة نقاشية تحت عنوان ” العمارة القطرية: من الطين إلى الخراسانة” ضمن برنامج ‏فعاليات “دوحة التصميم”  بالحوار مع المهندس هشام قدومي رائد من رواد الهندسة المعمارية في مجال التصميم والهندسة الإبداعية في دولة قطر وما قطعته من أشواط من بداية الخمسينيات إلى الآن.

تناولت الجلسة الحوارية العديد من المواضيع الهامة التي لها علاقة بالموروث التقليدي لفن العمارة  في الدوحة ومعايير الانفتاح المدروسة في تصاميم ذات طابع فني وكيف بلورت الهوية المعمارية القطرية بحيث جمعت بين عراقة الماضي وروح الحداثة، والتغييرات الجذرية التي أثرت على النسيج الحضري في الدوحة والتطور الذي طرأ على المشاريع ومواد البناء وخصائصها مما أعطى العمارة دفعاً للأمام عملياً ونظرياً.

محادثات مثرية ومناقشات مُلهمة ووجهات نظرٍ متنوعة في الجلسة التي أداراتها المهندسة المعمارية موزة أحمد العبيدان مع المهندس هشام قدومي- مهندس معماري والرئيس والمدير المسؤول لشركة “المهندسون المعماريون العرب”، وهي شركة تصميم متعددة الاختصاصات، عمل على تصميم وتنفيذ الشيراتون والديوان الأميري.

والذي  استهل حواره بأهمية الجلسة الحوارية التي سلطت الضوء على محاور التحولات المعمارية وتاريخها الغني بالمفردات والمفاهيم وغيرها من العناصر التي تحدد مسيرة عمارة عالمية، منوهاً بأن مسيرة البناء بدأت منذ القرن السابع عشر ولكن آخر 100 سنة هي الأكثر مساهمة في تقديم الهوية القطري.

فالتراث المعماري في قطر له تجليات عديدة تظهر نمط المباني كالقصور والمساجد والقلاع وغيرها وكل واحد منه يمثل جزء من لتراث القطري، وتابع حديثه :” رحلة التطوير التي حدثت على مختلف الأوجه مرت بثلاث مراحل زمنية الأولى من الستينات إلى السبعينات كان التركيز فيها على الخدمات والمنشآت الرئيسية مثل المدارس والمشافي والمباني الحكومية.

أما المرحلة الثانية بدأت من منتصف السبعينات لغاية التسعينات وكان التوجه لإنتاج أول مخطط متكامل وشمولي للدوحة  عام 1975 وهنا ظهر تأثير العمارة التقليدية على الحديثة حيث تمثلت بثلاثة مشاريع هي الديوان الأميري وجامعة قطر وفندق الشيراتون  وكان الهدف أن نأخذ العمارة التقليدية ونطبقها على العمران والتفاصيل الداخلية.

أما المرحلة التي تشكلت وبشكل قوي عام 1995 عندما وضعت الدولة خطط تطوير الدوحة بمرجعية وإرشادات للتصميم يؤخذ فيها التراث بعين الاعتبار، مشيداً بالمشاريع التي أبهرت العالم مثل الملاعب الرياضية والمدينة التعليمية وسوق واقف والمكتبة الوطنية وغيرها الكثير والكثير وهناك إمكانية الإبداع ومواكبة المجمل ولكن يتطلب مقاييس جيدة للمشاريع بشكل عام 

الإنسان حين يصنع العمارة، فهي تصنعه كنتيجة

المهندسة موزة العبيدان

تعليقا على هذه المشاركة ، قالت مديرة الجلسة الحوارية المهندسة موزة أحمد العبيدان – معمارية ومديرة تصاميم بالمكتب الهندسي الخاص، عضو مشارك بالمجلس الاستشاري لقسم العمارة والتخطيط العمراني بجامعة قطر- :” خصصت محاور الجلسة للحديث عن تطور العمارة في قطر في الثلاث مراحل الرئيسية، ماقبل النفط، وفترة النفط وتكوين الدولة الحديثة، ثم ما بعد النفط والتأثير الرأس مالي العالمي.

ومن أهم النقاط التي تم تغطيتها،هي العناصر المعمارية التي استمرت في المرحلتين الأولى والثانية وبداية الثالثة، وكيف تجلت العمارة التقليدية القديمة في العمارة الحديثة، بتصورات وأمثله مختلفة. وكذلك أهمية النظر إلى العنصر الإنساني كمقياس مادي ومعنوي، الذي ظهر في المرحلتين الأولى والثانية، ولكن لم يوضع كأولوية في المرحلة الثالثة.

وأضافت العبيدان :” العمارة بشكل عام عنصر مؤثر في حياة الفرد والجماعة بشكل يومي، لأن الإنسان حين يصنع العمارة، فهي تصنعه كنتيجة، ويجب عليه دائمًا أن يفكر بشكل أعمق وأشمل في نتائجها، فهي كذلك المؤشر المادي للحضاره والثقافة والهوية.

وحول التاريخ المعماري لقطر واختلاف وجهات النظر بين أصحاب المدارس التقليدية والحديثة قالت العبيدان :” إن الحوار وبشكل دائم  يدور حول الهوية المعمارية في قطر وكيف تتجلى، فيختلف فيه أصحاب المدارس التقليدية عن المدارس الحديثة والمستقبلية. ومما لا شك فيه أن الجميع يتفق بأن العمارة القطرية تحتفظ في ذات الوقت بكل مقومات أصولها وجذورها ، كما تتصف بالبساطة والوضوح . ولكن يبقى السؤال دائمًا ماهي المعايير التي نقيس بها نجاح العمارة القطرية؟ وهذا حوار ممتد؟؟؟

مشيدة بالنقطة الأهم في هذه الجلسة وهي تواجد أصحاب القرار والأكاديميين والعاملين بالمجال وكذلك الطلبة، مضيفة :” هذه الحوارات تفتح مشاريع وأبواب وأهداف جديدة لكل منهم في مجاله. وبالرغم من اختلاف الآراء إلا أنها توسع المدارك في الموضوع نفسه، فلا يبقى الإنسان أسيراً لأفكاره فقط.

أما بالنسبة للتخصصات الأخرى، فإن للعمارة رابط وثيق مع العلوم الإنسانية والعلمية، فهي الكف الموازن بينهم، بالنظر إلى الوضع الإنساني والإمكانيات العلمية، تُصنع العمارة، لذا فإن دخول أصحاب التخصصات الأخرى في هذه المجالات تضعهم في صورة أوضح عن مدى تاثير تخصصاتهم على العمارة وكيف يمكن أن يكون هناك رابط أفضل. إضافة إلى أن العمارة هي حياة يومية، يعيشها الفرد ويراها وتؤثر عليه وتقول عنه، لذا حين يفهمها، سيفهم كيف يمكن أن تكون أفضل، في دائرة عمله.

مخرجات الجلسة الحوارية وتوصياتها

من أهم مخرجات هذه الجلسة الحفاظ على البصمة القطرية في فن العمارة وتحديد نقاط الانطلاق لأي تحديث عمراني والتأكيد على بناء المشاريع الذي يعتمد على معايير الجودة لمواد البناء وأسس واضحة لتلافي التحديات التي تحدث في هذا المضمار وضرورة إعطاء دور أكبر للمؤسسات التي تقوم بإعداد الإرشادات والمرجعية المعمارية للدولة بمعنى أن يكون هناك بعض البيوت التي لاترقى لمستوى التطور لكنها جزء من المشهد المعماري، والعمل على تكاتف الجهود في سبيل إحداث مرجعيات لبعض القطاعات.

أسئلة واستفسارات من قبل الحضور

وفي الختام فتح باب النقاش مع المهندس هشام وتم الرد على أسئلة واستفسارات الحضور الذين عبروا عن مدى الفائدة من المعلومات وأثرها الإيجابي عليهم فهي ربطت الإنسان بالواقع الذي يراه حوله لاسيما في هذا المكان الذي يترجم عنوان الجلسة

وفي إجابة على سؤال خريج ومدرس في جامعة قطر- عن السر وراء شعوره بالحنين والسعادة كلما دخل حرم الجامعة شعور لايجده في المباني الحديثة رغم التقنيات والفخامة

قال السيد هشام :” الانتماء إلى فكرة معينة قاعدتها المحلية وعلاقتها بالتراث تعطيك هذا الشعور وتشعرك بالراحة والانتماء، فهناك علاقة جدلية مقارنة مع المباني الحديثة من ناحية التوزيع المعماري وتصميم الأماكن والمواد الأكثر استدامة .

وحول المعايير الجمالية لفن العمارة رد القدومي :” مهمتنا الحفاظ على الهوية المعمارية ورفع ثقافة الأفراد  والبصمة القطرية في مجال الفنون الهندسية .

وعن كيفية  نقل الهوية المعمارية للأجيال القادمة بطرق مبسطة أجاب القدومي :” من خلال طابع المباني التي تحمل عنوان العلاقة بين التراث والحداثة والعمل على تطوير الهوية والبحث عن أساليب الإنجازات العالمية ونحدد النقاط التي نستثمرها أو نتجاهلها بذكاء ومقدرة وتروي ” 

كلمات مفتاحية:

اترك تعليقا

This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website. | Privacy Policy