Info
AR اللغة AR
Side Menu
التغير المناخي: التكيف مع معه أو مكافحته
November 7, 2021 0

ما هو الحل الأمثل للتعامل مع التغير المناخي؟ التكيف معه أو مكافحته؟

أصبح التغير المناخي واقعًا طبيعيًا على كوكب الأرض بعد أن تعرض العالم عبر التاريخ إلى تقلبات مؤشرات النظام المناخي، بما فيها غازات الاحتباس الحراري، وزيادة درجات الحرارة في البرِّ والمحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد وتراجع الأنهار الجليدية، والطقس المتطرف، وهذا كله ليس بالغريب ولكن ما نشهده في وقتنا الراهن من تداعيات مناخية لم تمرعبر التاريخ أهمها ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون ( Co2) بدرجة عالية مما أدى إلى ارتفاع متوسط نسبة الحرارة ب 1.18 درجة خلال 100 سنة ومعظم هذا الارتفاع حدث في ال 40 سنة الأخيرة ،

الجدير بالذكر أن الفترة ما بين 2016 إلى  2020 تعتبر  من أكثر السنوات حرارة .  حيث أثبتت الدراسة التي نشرها موقع nature. Com  أن نسبة كبيرة من التغيرالحاصل سببه تأثير العامل البشري والذي شكل نسبة 95%  من أسباب التغير المناخي في عصرنا هذا.

من الناحية العلمية، أكبر مؤثر للتغير المناخي أو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة هو انبعاث غازات الاحتباس الحراري لا سيما بخار الماء (H2O)، وثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O).

هذه الغازات تعيق نفاذ الأشعة الشمسية المنعكسة من سطح الأرض إلى الفضاء الخارجي، لأنها تمتص الإشعاع الشمسي الحراري وتبقيه حبيس الغلاف الجوي مما يرفع درجة حرارة الأرض. وهناك ثلاثة مجالات أساسية في حياة الإنسان تعتبر الأكثر انبعاثًا لغازات الاحتباس الحراري وهي ” الطاقة، وتحويل الغابات إلى الأراضي الزراعية، والمخلفات الصناعية، لنبدأ أولًا بالطاقة لاسيما توليد الطاقات الكهربائية، والمواصلات وغيرها ، أما مجال الصناعة وتوابعها فهي تمثل مالا يقل عن نصف نسبة انبعاث غازات الاحتباس الحراري في سنة 2017 [1] .

وبالتالي فإن زيادة نسبة حرارة الأرض يترتب عليها آثار خطيرة للبشرية ومن أهمها:

  1. ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي

عندما يذوب الثلج، ترتفع نسبة مياه البحر مما يؤثر سلبًا على المناطق المجاورة لشاطئ البحر والجزر الصغيرة إلا أن الأثر لا يقف عند ذلك. بل يلعب الجليد دورًا كبيرًا في انعكاس الأشعة الشمسية المسببة للحرارة. وكلما كثرت كتلة الثلج في الأرض كثرت نسبة انعكاس الحرارة إلى الفضاء. كما أن ذوبانه يترك مجالًا واسعًا للبحار والغابات والصحراء لحبس الحرارة لتبقى على كوكب الأرض مما يسبب زيادة الذوبان وارتفاع الحرارة.

  1. عدم استقرار حالات الطقس

من ظواهر التغير المناخي أن بعض الدول تشهد ارتفاع تدريجي للحرارة ويمتد موسم الصيف فيها لفترة طويلة مثل الدول التي تقع في منتصف وجنوب أفريقيا[1] وبالمقابل فإن التحرك غير الطبيعي للهواء البارد من القطب الشمالي يسبب امتداد موسم الشتاء وانخفاضٍ كبير في درجة الحرارة أثناء الشتاء لاسيما بعض المناطق التي تقع في قارتي أمريكا وأروبا[2]. ومن ظواهر عدم استقرار حالات الطقس تغيّر حالة الأمطار. عند ارتفاع نسبة الحرارة يؤدى إلى زيادة نسبة الأمطار وعدم توقّعه في الدول التي تقع على خط العاصفة وهذه العوامل مجتمعة تعرض شتى مجالات حياة الإنسان للخطر لأن زيادة الأمطارتسبب الفيضانات وهلاك الممتلكات وقلة المحاصيل الزراعية. وبالمقابل، الدول التي لم تكن في خط العاصفة ستشهد قلة الأمطار وبالتالي تتعرض للآثار المعاكسة.

بعد إثبات خطورة التغير المناخي الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة والآثار السلبية الناتجة عنه، اتفق المتخصصون على تلخيص طرق مواجهة التغير المناخي بطريقتين اثنتين وهما المكافحة أو التكيف.

 دارت المناظرة الحقيقة بين المكافحة والتكيف بعد اتفاقهم على أهمية الطريقتين حيث لا يمكن الاستغناء عن أي واحدة منهما بتاتا. كانت مشكلة المناظرة تقع في الموارد المحدودة والطريقة المثلى لاستغلال تلك الموارد.  وقد أثبتت الدراسة التي نشرتها الأمم المتحدة للبيئية (UNEP) أن التكيف مع تغير المناخ في الدول النامية يكلف 70 مليار دولار أمريكي سنويًا وقد تبلغ تكلفته 500 مليار في سنة 2050[3]. وكذلك مكافحة التغير المناخي مكلف جدًا حيث أن القيام بكل إمكانية موجودة لمكافحة التغير المناخي سيكلف ما بين 240 إلى 420 مليار دولار أمريكي سنة 2030[4]. والموارد الموجودة عند الدول محدودة والأزمة التي يعاني منها البشر تتزايد فلذلك دار السؤال حول الأولوية في الوقت الحالي.

قبل الخوض في الحجج الداعمة لموقفي التكيف أو المكافحة، علينا أن نقارن بينهما من ناحية الإجراءات والهدف.

مكافحة التغير المناخي هي عبارة عن كل الإجراءات اللازمة التي يتخذها الإنسان من أجل التقليل من انبعاث غازات الاحتباس الحراري بطريقة مباشرة وإن كل تغير يحدث لنمط حياة الإنسان أو التكنولوجية أو المنتجات التي يعتمدها الإنسان وتقلل من نسبة انبعاث غازات دفيئة تعتبر جزءًا من مكافحة التغير المناخي. وأما التكيف فهو يشمل الأعمال التي يقوم بها الإنسان للتأقلم مع التغير المناخي وهي لا تهدف إلى تقليل نسبة انبعاث الغازات الدفيئة. مثل، مشكلة زيادة الأمطار والفيضانات التي تحدث في بعض الدول بسبب تغير المناخ يكون التكيف بناء البيوت القابلة للتحرك فوق الماء وتطوير طرق التنبؤ بأحوال الطقس ،بالمقابل  كثرة استخدام السيارات الكهربائية واعتماد الطاقة الشمسية في المنطقة السكنية مثال على المكافحة.

الحجج الموالية للتكيف مع التغير المناخي

  1. ضرورة التكيف

جميع الكائنات الحية ولا سيما الإنسان تتعرض للخطر بسبب التغير المناخي، حيث تزيد نسبة ضحايا الكوارث الطبيعة سنويًا، وتتقلص المحاصيل الزراعية، وتدمرُ الممتلكات وتنتشر الأمراض بكافة أنواعها كما تتعرض الحيوانات للانقراض وليس هناك حلٌّ آخر لمواجهة هذه الأزمات كلها إلا عن طريق إيجاد الحلول الفورية. كما أن تغير المناخ لعب دورًا كبيرًا في حدوث هذه الكوراث، والتكيف هو في الواقع العلاج الأمثل.

عندما تقل المحاصيل الزراعية سنويًا، ستعاني البشرية من المجاعات والفقر والفوضى الاجتماعية وإذًا هل الحلُّ في استخدام السيارات الكهربائية أو صرف الأموال لمنتجات موفرة للبيئة طبعًا لا … إن المخرج الوحيد من هذه المشكلة هو توظيف كافة الموارد للتأقلم مع التغيرات ويتمُّ ذلك من خلال مايلي:” تطوير آليات التنبؤ بالطقس في المناطق الزراعية، والاعتماد على هندسة وراثية لجلب المحاصيل في أسرع وقت ممكن قبل تعرضها للكوارث وإنبات الحبوب في الرفوف المرتفعة عن الأرض أو القابلة للنقل أثناء حدوث الفيضانات.

  1. العدالة

من الملاحظ أن أكثر الدول التي تنبعث فيها غازات دفيئة هي دول صناعية كبرى ودول متقدمة، حيث أن أكثر 4 دول – حسب الإحصائيات – منبعثة لغازات الاحتباس الحراري خلال فترة 150 سنة هي: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا وألمانية[1] وأما أكثر الدول متضررة هي الدول النامية التي يعتمد اقتصادها على الأنشطة الزراعية وتقل فيها البنية التحتية المناسبة لحالات الطقس المتقلبة. ومن العدل أن توفر الدول المتقدمة لا سيما التي أضرت بالبيئة أهم الموارد الكافية للدول المتضررة للتكيف مع التغير المناخي. عند حساب محتوى انبعاث غازات دفيئة بنسبة السكان،  ثبت أن أكثر من يقوم بانبعاث غازات دفيئة هم سكان الدول المتقدمة. وبما أن حياة البشرية مقدسة بغض النظر عن المناطق الجغرافية التي عاشت فيها فمن واجب الغني مساعدة الفقير للخروج من المأساة خاصة إذا كان الغني هو المسبب لمشاكل الفقر.

  1. سرعة النتيجة

لو نجري مقارنة مباشرة بين التكيف والمكافحة، سيتضح لنا أن التكيف يعطي ثماره مباشرة على المتضررين وأما المكافحة،فإن نتيجتها بعيدة المدى .

 غازات الاحتباس الحراري قد تمَّ انبعاثها وستبقى في سطح الأرض سنوات طويلة حتى وإن خفضنا انبعاثها في الوقت الراهن. هذا لا يعنى أن المكافحة غير مهمة بل هي في غاية الأهمية ولكنها تحتاج زمن ومع ذلك فإن التأخر في اتخاذ القرارات للتكيف يزيد الضحايا البشرية وغيرها من الكائنات الحية الأخرى. لذا عندما نركز في أنشطة التكيف حاليًا نوفر الحاجات الأساسية للناس وفي نفس الوقت بإمكاننا القيام بالدراسات والأبحاث لإيجاد الطرق الأكثر فاعلية والأقل تكلفة للمكافحة في المستقبل. بالمختصر، التركيز على التكيف في الوقت الحالي يضمن فائدة مباشرة ولا يضر بمشاريع المكافحة والنتيجة لصالح الأمرين على المدى القريب والبعيد.    

الحجج الموالية لمكافحة التغير المناخي

  1. الحل الحقيقي

ظاهرة تغير المناخ لها أسباب وعوامل، لا يتم القضاء الحقيقي عليها إلا عن طريق إيقاف الأسباب المؤدية لها. فالتكيف مع التغير المناخي يعتبرالاقتناع بالتلوث البيئي وإهمال عملية الإصلاح. ولن يستطيع البشر الخروج من المعاناة البيئية إذا لم تتم مكافحة التغير المناخي.

لأن ارتفاع سطح البحر الذي سبّبه ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي سيستمر وتتسع مساحة المناطق المتضررة خلال السنوات القادمة وكذلك بالنسبة للتكيف مع هذه المشكلة عن طريق بناء جدران تفصل بين البحر والمناطق السكنية لن يفيدنا إلا على المدى القريب لأن سطح البحر لا يزال يرتفع. تلك المشاكل المتراكمة في نهاية المطاف ستبلغ قمتها حيث سيعجز الإنسان عن التكيف. وكلما تأخرت مشاريع المكافحة، تقلُّ إمكانية الإصلاح ولذلك ينبغي التركيز في المكافحة وإن كان هذا العمل يتطلب خفض ميزانية التكيف مع التغير المناخي.

وفي الجانب الآخر، هناك بعض المشاكل التي لا نقدر على التكيف معها خاصة الأضرار الصحية التي تسببها عوامل التغير المناخي. – كلوروفلوروكربون (CFC)- إضافة إلى كونها تزيد الحرارة في سطح الأرض فهي أيضا تعتبر من  الغازات المستنفذة للأوزون وعند استنفاذ طبقات الأوزون، تزيد عوامل إصابة الإنسان بسرطان الجلد وهنا نوحد كلمتنا ونردد لا يجوز للإنسان أن يتكيف على حساب صحته وسلامته. وفي الحقيقة، حاليًا يموت حولي 150000 شخص سنوياً لأسباب متعلقة بالتغير المناخي [1].

  1. مستقبل العالم

عند المقارنة بين التكيف والمكافحة على المدى البعيد، يتضح لنا أن المكافحة أفضل من جهتي الفعالية والميزانية. فأما الفعالية، لقد تمَّ نقاشها عند إثبات أن الحل الحقيقي للتغير المناخي هو المكافحة لا غير .وأما من ناحية التكلفة المادية، فالمكافحة مكلفة الثمن مثل التكيف وهذه نقطة المساواة بينهما. ولكن الفرق الحقيقي سيلاحظ بعد سنوات. لأن الاهتمام بالمكافحة في الوقت الحالي يزيد الأرض نظافة ويقلل التلوث البيئي وسيظهر جليًا بعد فترة من الزمان، كما أن تكلفة المكافحة ستنخفض وعندها تقلُّ الحاجة إلى التكيف.

في المقابل، التركيز على التكيف في الوقت الحالي وإهمال المكافحة يزيد الأمر سوءًا لأنه وبعد سنوات قليلة،فإن تكلفة التكيف ستزيد والقدرة على المكافحة ستقل. والفرق ليس بسيطًا حيث أن مشاريع التكيف ستكلف الضعف أو الضعفين بعد 10 سنوات. لأن مشاريع التكيف حاليًا في الدول النامية تتطلب 70 مليار دولار أمريكي سنويًا ولن يقدر المجتمع الدولي على توفير هذا المبلغ باستمرار، على اعتبار أن الصندوق الخاص بتغير المناخ(SCCF) تحت رعاية الأمم المتحدة قد بذل 355 مليون دولار لمشاريع حماية البيئة وهذا يفيد 7 مليون إنسان فقط، وباقي الملايين فهم لايزالون متضررين.[1]  

من ناحية العدل بين الأجيال، يقع على عاتقنا مسؤولية إعداد المكان الصالح لحياة الأجيال القادمة وهذا حقهم  . ولا يمكن أن نضمن عطاء الأرض في مختلف القارات إلا بمكافحة التغير المناخي.

  1. إمكانية التطبيق

إن مكافحة التغير المناخي مبادرة غير مستحيلة ولكنها تحتاج إلى تكاتف الجهود والالتزام لنقطف ثمارها لاحقا. وبما أن مجال الطاقة هو المسبب الأقوى لزيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري فمن الممكن أن يتوجه العالم إلى المصادر الصديقة للبيئة لتوليد الكهرباء وذلك لأن الموارد موجودة في الكثير من الدول وخاصة المتقدمة التي تتوفر لديها الموارد والتكنولوجية وبإمكانها أن تتوجه نحو استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، والدول التي تحصل على حرارة الشمس طول العام عليها أن تكثر من الاعتماد على  الطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح، والكتلة الحيوة، والكهرمائية وغيرها… كلها صالحة للاستخدام وغير ملوثة للبيئة.

من ناحية المواصلات، يمكن تعديل بسيط على تغيير حياة الإنسان تفيده وتساعده في مكافحة التغير المناخي. مثل استبدال السيارة بحافلة واحدة تماثل 40 سيارة و من الممكن تبديل آلاف السيارات بقطار واحد. وبذلك ستقل المركبات بنسبة كبيرة وتتسع الأماكن الخالية من السيارات الخاصة وتحسين خدمة المواصلات العامة. وقد شهد لنا التاريخ بأن إنشاء سيارات كهربائية أو مدمجة، وإن كانت مكلفة في البداية إلا أنها أصبحت متاحة لكثير من الناس بعد سنوات قليلة. هذه الحقائق كلها تثبت أننا نقدر على مكافحة التغير المناخي وعلينا ألا نخاف من مواجهة التأثيرات السلبية لأنه وبعد التجربة ثبت  أن الدول والمجتمع الدولي لديهم المقدرة على تحمل الصعوبات الناتجة عن عملية المكافحة من الناحية الاقتصادية.

والدليل على نجاح المجتمع الدولي لمكافحة عامل التغير المناخي قيامه بالعمل الجماعي والتقليل من نسبة  الغازات المستنفذة للأوزون. بعد مرور 35 سنة من اتفاقية فيينا الدولية في حماية طبقة الأوزون حيث أصبح الأثر واضحًا. حاليًا، فمعظم الدول تعمل على التخلص التدريجي من الأجهزة الكهربائية التي تستخدم كلوروفلوروكربون(CFC) وهيدروفلوروكربون(HFC) المستخدمة في الهواء الجوي والتبريد، مثل الثلاجات ومكيفات الهواء وهما ضمن الغازات المستنفدة للأوزون وتسبب في زيادة حالات الإصابة بسرطان الجلد وإظلام عدسة العين، وإتلاف النباتات والمحاصيل والنظم البيئية. ففي سنة 2019 تم منع استخدام الأجهزة التي فيها هاتين المادتين في 197 دولة ولهذا السبب، أصبحت التكنولوجية الجديدة التي اعتمدتها شركات منتجة للثلاجات والمكيفات كلها خالية من  كلوروفلوروكربون(CFC) وهيدروفلوروكربون(HFC).[1]


بقلم: محمد سلمان – مدرب مناظرات في مركز مناظرات قطر .


المراجع

[1] https://world101.cfr.org/global-era-issues/climate-change/who-releases-most-greenhouse-gases

[2] https://www.livescience.com/37057-global-warming-effects.html

[3] https://www.dw.com/en/cold-winter-global-warming-polar-vortex/a-56534450

[4] https://www.unep.org/news-and-stories/press-release/step-climate-change-adaptation-or-face-serious-human-and-economic

[5] https://ourworldindata.org/how-much-will-it-cost-to-mitigate-climate-change

[6] https://world101.cfr.org/global-era-issues/climate-change/who-releases-most-greenhouse-gases

[7] https://www.who.int/heli/risks/climate/climatechange/en/

[8] https://www.thegef.org/topics/special-climate-change-fund-sccf

[9] https://www.rapidtransition.org/stories/back-from-the-brink-how-the-world-rapidly-sealed-a-deal-to-save-the-ozone-layer/

اترك تعليقا

This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website. | Privacy Policy