Info
AR اللغة AR
Side Menu
العمل من المنزل أم العودة إلى المكتب، أيهما ستفضل؟
August 23, 2020 0

هل أثر واقعنا الجديد على إنتاجيتنا في العمل؟

قبل تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بي، فإنني عادة ما أود تحديد أولويات المهام الخاصة بي لهذا اليوم. بعض الأمور التي تشكل قائمة المهام المعتادة هي كما يلي: التخطيط للأحداث القادمة، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، والتحضير لورش عمل المناقشة، وتقديم التقارير. على الرغم من أن كوفيد 19 قد غير العالم، إلا أنه بلا شك قام أيضًا بتعديل قائمة المهام الخاصة بي عن طريق إضافة مهام جديدة مثل إخراج الملابس من الغسالة وكيها وغسيل الأطباق. فبالتأكيد، لقد أعاد هذا الوباء تحديد التقسيم المثالي للعمل الذي كان قائمًا بيني وزوجتي. ففي الماضي، كنت أثمن المساعدة التطوعية التي قدمتها خلال أيام الأسبوع المشغولة. أما الآن، فقد صارت تلك المساعدة متوقعة، طوعًا أو كرهًا. فبعد كل شيء، صارت تخبرني بأنني أعمل من المنزل، وهذا بالتأكيد أسهل من الاضطرار إلى الذهاب إلى المكتب.

ما زلنا في منتصف الطريق في موجة الوباء وقد بدأت الحياة تعود ببطء وحذر إلى طبيعتها، ولا يزال الكثير منا يعمل من المنزل. لكنني غالبًا ما أسأل نفسي، إذا كانت لدي فرصة الاختيار، هل سأستمر في العمل من المنزل عندما يصبح فيروس كورونا شيئًا من الماضي؟ أم أنني سأفضل العودة إلى ساعات العمل الواضحة في مكتبي الأقل تشتيتًا من منزلي؟

لنستكشف إجابة هذا السؤال معًا.

لو كانت لديك حرية الاختيار، هل ستفضل الاستمرار في العمل من المنزل؟

الآراء المؤيدة للبقاء في العمل من المنزل

توازن مثالي بين العمل والحياة:

مع العمل القائم على المنجزات والمواعيد النهائية، يبدو أن الحياة الشخصية والمهنية في حالة توازن. فبغياب يوم العمل نموذجي من الساعة 7.30 صباحًا إلى 3.30 مساءً، فإن ذلك يمثل تحديًا في البداية، ولكن في الواقع، فإن ذلك يشجعنا على استكشاف الروتين الأنسب لحياتنا. حاولت أن أنجز معظم عملي أثناء السهر طوال الليل خلال شهر رمضان ثم أنام طوال النهار. حاولت أيضًا النوم في وقت مبكر من الليل والاستيقاظ قبل شروق الشمس للاستمتاع بهدوء ونضارة حديقة أسباير، ثم العودة إلى المنزل لاستئناف العمل. أعتقد أن كل هذا كان ممكنًا لأننا نعمل من المنزل بساعات عمل مرنة.

الروتين مهم ، ولكن يجب أن يكون كل شخص قادرًا على استكشاف وتحديد ما يناسبه. فمع ساعات العمل المرنة، يمكننا أن نكون أكثر انتاجًا من خلال وجود نتائج محددة جيدًا، سواء كانت مواعيد نهائية وتحمل للمسئولية، كل ذلك مع اتباع روتين نستمتع به أكثر. تخيل معي، بعد إرسال التقرير الذي كان مستحقًا الساعة 10 صباحًا، تخرج لشراء البقالة أو تغيير زيت سيارتك أو إجراء محادثة فيديو مع صديق في المدرسة. ثم تقوم بتسجيل الدخول مرة أخرى للعمل لاحقًا، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وجدولة الاجتماعات، وبعد كل ذلك تقوم بالتوجه إلى الحديقة للجري.

العمل من المنزل قد يعطي الانطباع بأن اتخاذ القرار أبطأ. لكن الأوقات المتفق عليها بشكل متبادل والتي يُتوقع أن يكون فيها الجميع متاحًا في الوقت الفعلي يمكن أن تعالج هذا القلق. فمع التقدم التكنولوجي، يمكن العثور على المعلومات بصورة نصية بشكل سريع، ويمكن تتبع تقدم العمل من خلال تطبيقات الجدولة والتخطيط. بينما في الوقت نفسه، يتمتع الجميع بمزيد من الحرية في جداولهم.

أجرت هارفارد بيزنس ريفيو دراسة استقصائية لأكثر من 600 موظف في الولايات المتحدة منذ مارس الماضي لاستكشاف تأثير العمل من المنزل. ووجدوا أنه خلافًا للاعتقاد السائد بأن أداء الموظف سيتدهور بشكل كبير، فإن الأشخاص يتكيفون بسرعة كبيرة مع العمل الافتراضي، وفي كثير من الحالات، أبلغوا عن شعورهم بزيادة الإنتاجية كما كان من قبل. كما وجدوا أيضًا أن ضغوط الموظفين والعواطف السلبية والصراعات المرتبطة بالمهام تنخفض بشكل مطرد. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ الموظفون عن تحسن في الكفاءة الذاتية والتركيز. ففي غضون شهرين من العمل عن بُعد، بدأ الأفراد يقولون إنهم يتبعون روتينًا ثابتًا ويديرون وقتهم بشكل أفضل.

بالنسبة للأمور المالية: مفيد للشركات والموظفين

العمل من المنزل مريح للغاية. وهذا يعني عددًا أقل من الرحلات إلى المكتب الفعلي والمزيد من توفير الوقت والمال للموظفين. سينفق الموظفون أموالًا أقل على الوقود وصيانة السيارة ولن يتسرعوا في الوصول إلى المكتب من خلال حركة المرور الصباحية المزدحمة.

ستوفر الشركات أيضًا المال. فلن يتعين عليهم دفع إيجارات باهظة أو رسوم الصيانة والمرافق من جهة. حيث كانت المساحات المشتركة أو أماكن العمل المشترك تحصل بالفعل على قوة جذب حتى قبل هذا الوباء. ومن جهة أخرى، تستطيع الشركات تأجير تلك المساحات ومعدات المكاتب مؤقتًا حسب الحاجة.

الآراء المعارضة للبقاء في العمل من المنزل

اختلال التوازن بين العمل والحياة

العمل من المنزل قد طمس الخط الفاصل بين العمل والمنزل. كان إيقاف العمل في المنزل صعبًا. فقد قامت مؤسسة هيومانيز بفحص بيانات من البريد الإلكتروني والدردشة والتقويمات الخاصة بإحدى شركات التكنولوجيا ووجد أنه منذ بدء العمل من المنزل، في البداية، أصبح يوم العمل أطول بشكل ملحوظ. ومع ذلك، بدأ هذا النمط في النهاية في العودة إلى مستويات ما قبل الإغلاق. ومع ذلك، لا تزال أيام العمل أطول بنسبة 10٪ إلى 20٪.

من الصعب أيضًا التوفيق بين العمل والمنزل. فعندما تسترد تركيزك وتشرع في إكمال مهمة متعلقة بالعمل، تجد أنه يجب عليك القيام بأحد الأعمال المنزلية. يمكن أن يكون المنزل مشتتًا للانتباه حتى لو وجدت زاوية هادئة وخصصتها كمكتب منزلي. يحتاج البعض منا إلى الالتزام من 9 إلى 5 في مكتب بعيد عن المنزل للعثور على تركيزنا.

“مرحبًا، هل تريد تناول القهوة؟”

تسمح لنا أماكن العمل المهنية بتعزيز العلاقات مع زملائنا وهو ما يعزز الإنتاجية ويقلل التوتر. من منا لا يفوت مطالبة زميل له بالانضمام للنزهة أو تناول القهوة؟ ألم نحب الاصطدام ببعضنا البعض في المخزن أو المدخل أو الطابعة؟ بعض هذه التفاعلات والتجارب ذات مغزى كبير وأحيانًا تكون ممكنة وجهًا لوجه فقط. يعود الفضل إلى أستوديوهات بيكسار للرسوم المتحركة في إحداث ثورة في عالم الأفلام والرسوم المتحركة مع فيلم “توي ستوري”. يُعتقد أن ستيف جوبز قد صمم مبنى الشركة بشكل هادف للتركيز على مثل هذه التفاعلات غير المخطط لها التي تؤدي إلى نتائج مفيدة مثل التعاون والابتكار. هذه التفاعلات محدودة للأشخاص الذين يعملون من المنزل.


بقلم: محمد عبدالرحمن – مدرب مناظرات في مركز مناظرات قطر
كلمات مفتاحية:

اترك تعليقا

This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website. | Privacy Policy